0

التبوريدة.. فن مغربي عريق ولحظة للتواصل والتفاعل بين الفرسان والخيول 

تشكل التبوريدة، التي ما تزال تحتفظ بألقها في كل المناسبات والاحتفالات، فنا مغربيا عريقا، ولحظة للتواصل والتفاعل بين الفرسان والخيول، أو بين المحاربين وشركائهم في خوض الحروب كما كان يحدث قديما.
وتعتبر المواسم والاحتفالات والتظاهرات فرصة للتذكير بأهمية هذا الفن ، الذي يطلق عليه " الفانطازيا "، وبهذا الإرث المشترك ، كما هو عليه الحال في معرض الفرس بالجديدة ، الذي يخصص فترات يومية للتبوريدة، التي يعشقها الكثير من الناس .
وبالنظر للأهمية الكبيرة التي تكتسيها التبوريدة في حياة المغاربة ، فقد حظيت باهتمام من جانب كتاب وفنانين، كما هو الشأن بالنسبة للكاتب والفنان داريم بوشنتوف في كتابه " التبوريدة .. خيل وخيالة"، والذي اعتبر أن "التبوريدة"، التي تنبع من أعماق الذاكرة ، تجعلنا نستحضر الأجداد، كما تذكر بالمعارك والحروب التي خاضوها من أجل الحفاظ على أراضي الوطن وكذا مواجهة الأعداء.

على أن ما يصدر، خلال لحظات التبوريدة، عن الفرسان من كلمات حية نسجها الأجداد يحول هذه اللحظات إلى مناسبة لتقاسم الفرح مع الأجيال الجديدة ، كما أبرز ذلك الكاتب ، وهو ابن دبلوماسي مغربي وأم من أصل أردني فلسطيني.
وحسب الكتاب ، الذي تم عرضه إلى جانب عدد من الأعمال الفنية التشكيلية بفضاءات معرض الفرس بالجديدة، فإن ما يميز "السربة " قديما وحديثا هو كونها تتشكل من مجموعة من الفرسان المحاربين، مشيرا إلى أن كل قرية أو قبيلة كانت تتوفر على لباس خاص بها وعلى استراتيجية في التعامل مع العدو.
وتحدث الكتاب، الصادر باللغة الفرنسية، والذي سيترجم للعربية والانجليزية، عن جوانب أخرى تتعلق بصناعة السروج ولباس الفرسان، وكل ما يتعلق بفن التبوريدة.

ويعد هذا الكتاب، المزين بصور ذات طابع احتفالي ، سفرا في الزمن والمكان الذي يذكر بلحظات مطبوعة بالنخوة والفخر، والتي لا يمكن استحضارها إلا في حضرة " التبوريدة".
وتجدر الإشارة إلى أن بوشنتوف، المزداد بروما سنة 1973، تشبع بثقافات متعددة بالنظر لكونه قد عاش رفقة عائلته بكل من روما وتونس وعمان وجدة.
ويذكر أن فن التبوريدة شكل فقرة يومية ثابتة في برنامج معرض الفرس بالجديدة في دورته الثامنة.
وبالنظر للأهمية الكبيرة التي تكتسيها هذه التظاهرة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، فقد وقع اختيار المنظمين على إقامتها بمركز المعارض الجديد بالقرب من مدينة الجديدة ، الذي يعد الأول من نوعه بالمملكة.
ويضم هذا الفضاء الجديد ، المشيد على مساحة 46 هكتارا، فضاءات للفروسية التقليدية " التبوريدة" والتي تمتد على مساحة 7 هكتارات، والذي يمكنه استقبال فرق ( سربات ) من مختلف الجهات، إلى جانب رواق للمعارض والمؤتمرات يمتد على مساحة 1,9 هكتار تتوزع إلى فضاءين، علاوة على موقف للسيارات يتسع لألفي سيارة .


أضف تعليق

إرسال تعليق

 
Top